فصل: قال الفخر:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



ولما ثبت البعث بما قام من الدلائل ذكر ببعض ما يحصل في يومه من الأهوال تحذيرًا منه. فقال عاطفًا على ما تقديره: اذكر لهم هذا القياس الناطق بالمراد وما مضى في هذه السورة من الزواجر {ويوم} أي واذكر يوم {يعرض} بأيسر أمر من أوامرنا {الذين كفروا} أي ستروا بغفلتهم وتماديهم عليه هذه الأدلة الظاهرة {على النار} عرض الجند على الملك فيسمعوا من تغيظها وزفيرها ويروا من لهيبها واضطرامها وسعيرها ما لوقدر أن أحدًا يموت من ذلك لماتوا من معاينته وهائل رؤيته.
ولما كان كأنه قيل: ماذا يصنع بهم في حال عرضهم؟ قيل: يقال على سبيل التبكيت والتقريع والتوبيخ: {أليس هذا} أي الأمر العظيم الذي كنتم به توعدون و لرسلنا في أخبارهم تكذبون {بالحق} أي الأمر الثابت الذي يطابقه الواقع. فلا قدرة لكم على صليه أمر هو خيال وسحر. فلا تبالون بوروده.
ولما اشتد تشوف السامع العالم بما كانوا يبدون من الشماخة والعتوإلى جوابهم. قال في جوابه مستأنفًا: {قالوا} أي مصدقين حيث لا ينفع التصديق: {بلى} وما كفاهم البدار إلى تكذيب أنفسهم حتى أقسموا عليه لأن حالهم كان مباعدًا للإقرأر. وذكروا صفة الإحسان زيادة في الخضوع والإذعان {وربنا} أي إنه لحق هو من أثبت الأشيئاء. وليس فيه شيء مما يقارب السحر. ثم استأنف جواب من سأل عن جوابه لهم بقوله تعالى: {قال} مبكتًا لهم بيانًا لذلهم موضع كبرهم الذي كان في الدنيا مسببًا عن تصديقهم هذا الذي أوقعوه في غير موضعه وجعلوه في دار العمل التي مبناها على الآيمان بالغيب تكذيبًا معبرًا بما يفهم غاية الاستهانة لهم: {فذوقوا العذاب} أي باشروه مباشرة الذائق باللسان. ثم صرح بالسبب فقال: {بما كنتم} أي خلقًا وخلقًا مستمرًا دائمًا أبدًا {تكفرون} في دار العمل.
ولما علم بما قام من الأدلة وانتصب من القواطع أن هذا مالهم. سبب عنه قوله ردًا على ما بعد خلق الخافقين في مطلعها من أمر الرسول- صلى الله عليه وسلم- ونسبتهم له إلى الافتراء وما بعده: {فاصبر} أي على مشاق ما ترى في تبليغ الرسالة. قال القشيري: والصبر هو الوقوف بحكمِ الله والثبات من غير بث ولا استكراه.
{كما صبر أولوا العزم} أي الجد في الأمر والحزم في الجد والإرادة المقطوع بها والثبات الذي لا محيد عنه. الذين مضوا في أمر الله مضيًا كأنهم أقسموا عليه فصاروا كالأسد في جبلته والرجل الشديد الشجاع المحفوف بقبيلته. قال الرازي في اللوامع: فارقت نفوسهم الشهوات والمنى فبذلوا نفوسهم لله صدقًا لاتفاق النفس القلب على البذل.
ولما تشوف السامع إلى بيانهم قال: {من الرسل} عليهم الصلاة والسلام. وقيل وهو ظاهر جدًّا: أن (من) للتبعيض. والمراد بهم أصحاب الشرائع الذين اجتهدوا في تأسيس قواعدها وتثبيت معاقدها. ومشاهيرهم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وقد نظمهم بعضهم في قوله:
أولو العزم نوح والخليل بن ازر ** وموسى وعيسى والحبيب محمد

والخلاف في تعيينهم كثير منتشر هذا القول أشهر ما فيه. وكله مبني على أن (من) للتبعيض وهو الظاهر. والقول بأنهم جميع الرسل- قال ابن الجوزي- قاله ابن زيد واختاره ابن الأنباري وقال: (من) للتجنيس لا للتبعيض. وفي قول أنهم جميع الأنبياء إلا يونس عليه الصلاة والسلام- قال ابن الجوزي: حكاه الثعلبي.
ولما أمره بالصبر الذي من أعلى الفضائل. نهاه عن العجلة التي هي من أمهات الرذائل. ليصح التحلي بفضيلة الصبر الضامنة للفوز والنصر فقال: {ولا تستعجل لهم} أي تطلب العجلة وتوجدها بأن تفعل شيئًا مما يسوءهم في غير حينه الأليق به.
ولما كان ما أمر به ونهى عنه في غاية الصعوبة. سهله بقوله مستأنفًا: {كأنهم يوم يرون} أي في الدنيا عند الموت مثلًا أو في الآخرة وقت العرض والحساب والهو ل الأعظم الأكبر الذي تقدمت الإشارة إليه جدًّا والتحذير منه لأهل المعاصي والبشارة فيه لأهل الطاعة. فأما هذه الطائفة فإذا رأوا {ما يوعدون} من ظهور الدين في الدنيا والبعث في الآخرة. وبناه للمفعول لأن المنكىء هو الآيعاد لا كونه من معين {لم يلبثوا} أي في الدنيا حيث كانوا عالين {إلا ساعة}.
ولما كانت الساعة قد يراد بها الجنس وقد تطلق على الزمن الطويل. حقق أمرها وحقرها بقوله: {من نهار} ولما تكفل ما ذكر في هذه السورة من الحجج الظاهرة والبراهين الباهرة ببيان ما هو مقصودها بحيث لم يبق فيه لبس. وكان مقصودها ائلًا إلى سورة إبراهيم عليه الصلاة والسلام. وهو التوحيد اللازم منه إحاطة العلم بكل شيء وشمو ل القدرة لكل شيء ختمت بما ختمت به إبراهيم إلا أن لحواميم لبابًا. حذف المبتدأ ومتعلق الخبر وقيل: {بلاغ} أي هذا الذي ذكر هنا هو من الظهور وانتشار النور بحيث يرد المنذرين ويوصلهم إلى رضى العزيز الحكيم الكافل بالنور الدائم والنعيم المقيم. ومن لم يوصله فذلك الذي حكم العزيز بشقائه فلا حيلة لغيره في شفائه من عظيم دائه. و لذلك سبب عن كونه بلاغًا قوله زيادة على ختام إبراهيم ما يناسب مطلعها: {فهل يهلك} بني للمفعول من أهلك. لأن المحذور الهلاك وإن لم يعين المهلك. و للدلالة على أن إهلاكهم عليه سبحانه وتعالى يسير جدًّا {إلا القوم} الذين فيهم أهلية القيام بما يحاولونه من اللدد {الفاسقون} أي العريقون في إدامة الخروج من محيط ما يدعوإليه هادي العقل والفطرة الأولى من الطاعة الاتي بها النقل إلى مضل المعصية الناهي عنها والعقل. وأما الذين فسقوا والذين يفسقون فإن هادي هذه السورة يردهم ويوصلهم إلى المقصود. فهذا الآخر نتيجة قوله أولها {والذين كفروا عما أنذروا معرضون} وذكر اليوم الموعود هو الأجل الذي أوجد الخافقان لأجله وبسببه والدلالة على القدرة بخلقهما من غير إعياء هو ذكره أولهما أنهما ما خلقا إلا بالحق. وذكر البلاغ هو تنزيل الكتاب من الله وحكمه على العريق بالفسق بالهلاك مع الهادي الشفيق و لغيره بالنجاة بعد انسيابه في الفسق مع التكرر هو من ثمرات العزة والحكمة. فقد التحم هذا الآخر بذاك الأول أيّ التحام. واتصل بمعناه اتصال الجوهر النفيس في متين النظام. والتأم بأول التي تليها أحسن التئام فسبحان من جعله أشرف الكلام. لكونه صفة الملك العلام. منزلًا على خاتم الرسل الكرام. ورسول- الملك العلام- صلى الله عليه وعلى إله وأصحابه وأهل بيته الكرام وسلم تسليمًا كثيرًا. اهـ.

.من أقوال المفسرين:

.قال الفخر:

{أَولم يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ولم يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} في الآية مسائل:
المسألة الأولى:
اعلم أنه تعالى ذكر في أول السورة ما يدل على وجود الإله القادر الحكيم المختار. ثم فرع عليه فرعين: الأول: إبطال قول عبدة الأصنام والثاني: إثبات النبوّة وذكر شبهاتهم في الطعن في النبوة. وأجاب عنها. ولما كان أكثر إعراض كفار مكة عن قبو ل الدلائل بسبب اغترارهم بالدنيا واستغراقهم في استيفاء طيباتهم وشهواتها. وبسبب أنه كان يثقل عليهم الأنقياد لمحمد والاعتراف بتقدمه عليهم ضرب لذلك مثلًا وهم قوم عاد فإنهم كانوا أكمل في منافع الدنيا من قوم محمد فلما أصروا على الكفر أبادهم الله وأهلكهم. فكان ذلك تخويفًا لأهل مكة بإصرارهم على إنكار نبوّة محمد عليه الصلاة والسلام. ثم لما قرر نبوته على الإنس أردفه بإثبات نبوته في الجن. وإلى هاهنا قد تم الكلام في التوحيد وفي النبوة. ثم ذكر عقيبهما تقرير مسألة المعاد ومن تأمل في هذا البيان الذي ذكرناه علم أن المقصود من كل القرآن تقرير التوحيد والنبوّة والمعاد. وأما القصص فالمراد من ذكرها ما يجري مجرى ضرب الأمثال في تقرير هذه الأصو ل.
المسألة الثانية:
المقصود من هذه الآية إقامة الدلالة على كونه تعالى قادرًا على البعث. والدليل عليه أنه تعالى أقام الدلائل في أول هذه السورة على أنه {هوالذي خَلَقَ السموات والأرض} ولا شك أن خلقها أعظم وأفخم من إعادة هذا الشخص حيًا بعد أن صار ميتًا. والقادر على الأقوى الأكمل لابد وأن يكون قادرًا على الأقل والأضعف. ثم ختم الآية بقوله: {إِنَّهُ على كُلّ شَىْء قَدِيرٌ} والمقصود منه أن تعلق الروح بالجسد أمر ممكن إذ لو لم يكن ممكنًا في نفسه لما وقع أولا. والله تعالى قادر على كل الممكنات. فوجب كونه قادرًا على تلك الإعادة. وهذه الدلائل يقينية ظاهرة.
المسألة الثالثة:
في قوله تعالى: {بِقَادِرٍ} إدخاله الباء على خبر إن. وإنما جاز ذلك لدخول حرف النفي على أن وما يتعلق بها. فكأنه قيل أليس الله بقادر. قال الزجاج لوقلت ما ظننت أن زيدًا بقائم جاز. ولا يجوز ظننت أن زيدًا بقائم. والله أعلم.
المسألة الرابعة:
يقال عييت بالأمر إذا لم تعرف وجهه ومنه {أَفَعَيِينَا بالخلق الأول} [ق: 15].
واعلم أنه تعالى لما أقام الدلالة على صحة القول بالحشر والنشر ذكر بعض أحوال الكفار فقال: {وَيَوْمَ يُعْرَضُ الذين كَفَرُواْ على النار أَلَيْسَ هذا بالحق قالواْ بلى وَرَبّنَا قال فَذُوقُواْ العذاب بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ} فقوله: {أَلَيْسَ هذا بالحق} التقدير يقال لهم أليس هذا بالحق والمقصود التهكم بهم والتوبيخ على استهزائهم بوعد الله ووعيده. وقولهم {وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ} [الصافات: 59].
{فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أولو العزم مِنَ الرُّسُلِ ولا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ (35)}.
واعلم أنه تعالى لما قرر المطالب الثلاثة وهي التوحيد والنبوة والمعاد. وأجاب عن الشبهات أردفه بما يجري مجرى الوعظ والنصيحة للرسول صلى الله عليه وسلم. وذلك لأن الكفار كانوا يؤذونه ويوجسون صدره. فقال تعالى: {فاصبر كَمَا صَبَرَ أُولواْ العزم مِنَ الرسل} أي أولوالجد والصبر والثبات. وفي الآية قولان.
الأول: أن تكون كلمة {مِنَ} للتبعيض ويراد بأولو العزم بعض الأنبياء قيل هم نوح صبر على أذى قومه وكانوا يضربونه حتى يغشى عليه. وإبراهيم على النار وذبح الولد. وإسحاق على الذبح. ويعقوب على فقدان الولد وذهاب البصر. ويوسف على الجب والسجن. وأيوب على الضر وموسى قال له قومه {إِنَّا لَمُدْرَكُونَ قال كَلاَّ إِنَّ مَعِىَ رَبّى سَيَهْدِينِ} [الشعراء: 61. 62] وداود بكى على زلته أربعين سنة. وعيسى لم يضع لبنة على لبنة وقال: إنها معبرة فاعبروها ولا تعمروها. وقال الله تعالى في آدم {ولم نَجِدْ لَهُ عَزْمًا} [طه: 115] وفي يونس {ولاَ تَكُن كصاحب الحوت} [القلم: 48].
والقول الثاني: أن كل الرسل أولوعزم ولم يبعث الله رسو لا إلا كان ذا عزم وحزم. ورأي وكمال وعقل. و لفظة من في قوله: {مَّنَ الرسل} تبيين لا تبعيض كما يقال كسيته من الخز وكأنه قيل اصبر كما صبر الرسل من قبلك على أذى قومهم. ووصفهم بالعزم لصبرهم وثباتهم.
ثم قال: {ولاَ تَسْتَعْجِل لَّهُمْ} ومفعول الاستعجال محذوف. والتقدير لا تستعجل لهم بالعذاب. قيل إن النبي صلى الله عليه وسلم ضجر من قومه بعض الضجر. وأحب أن ينزل الله العذاب بمن أبى من قومه فأمر بالصبر وترك الاستعجال. ثم أخبر أن ذلك العذاب منهم قريب. وأنه نازل بهم لا محالة وإن تأخر. وعند نزول ذلك العذاب بهم يستقصرون مدة لبثهم في الدنيا. حتى يحسبونها ساعة من نهار. والمعنى أنهم إذا عاينوا العذاب صار طو ل لبثهم في الدنيا والبرزخ. كأنه ساعة من النهار. أوكأن لم يكن لهو ل ما عاينوا. أولأن الشيء إذا مضى صار كأنه لم يكن. وإن كان طويلًا قال الشاعر:
كأن شيئًا لم يكن إذا مضى ** كأن شيئًا لم يزل إذا أنى

واعلم أنه تم الكلام ههنا. ثم قال تعالى: {بلاغ} أي هذا بلاغ. ونظيره قوله تعالى: {هذا بلاغ لّلنَّاسِ} [إبراهيم: 52] أي هذا الذي وعظتم به فيه كفاية في الموعظة أوهذا تبليغ من الرسل. فهل يهلك إلا الخارجون عن الاتعاظ به والعمل بموجبه. والله أعلم.
قال المصنف رحمه الله تعالى: تم تفسير هذه السورة يوم الأربعاء العشرين من ذي الحجة سنة ثلاث وستمائة والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد واله وأصحابه وأزواجه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. اهـ.

.قال القرطبي:

قوله تعالى: {أَولم يَرَوْاْ أَنَّ الله الذي خَلَقَ السماوات والأرض}.
الرؤية هنا بمعنى العلم.
و (إن) واسمها وخبرها سدّت مسدّ مفعولي الرؤية.
{ولم يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ على أَن يُحْيِيَ الموتى} احتجاج على منكري البعث.
ومعنى {لَمْ يَعْيَ} يَعْجِز ويَضْعُف عن إبداعهنّ.
يقال: عَيَّ بأمره وعَيِيَ إذا لم يهتد لوجهه؛ والإدغام أكثر.
وتقول في الجمع عَيُوا. مخففًا. وعَيّوا أيضًا بالتشديد.
قال:
عَيُّوا بِأمرهمُ كما ** عَيّتْ ببيضتها الحمامهْ

وعيِيت بأمري إذا لم تهتد لوجهه.
وأعياني هو.
وقرأ الحسن {ولم يَعِي} بكسر العين وإسكان الياء؛ وهو قليل شاذّ. لم يأت إعلال العين وتصحيح اللام إلا في أسماء قليلة؛ نحوغاية واية.
ولم يأت في الفعل سوى بيت أنشده الفرّاء؛ وهو قول الشاعر:
فكأنها بين النساء سَبِيكَةٌ ** تمشِي بِسُدّة بَيْتها فتُعِيّ

{بِقَادِرٍ} قال أبو عبيدة والأخفش: الباء زائدة للتوكيد كالباء في قوله: {وكفى بالله شَهِيدًا}. وقوله: {تَنبُتُ بالدهن} [المؤمنون: 0 2].
وقال الكسائيّ والفرّاء والزجاج: الباء فيه خَلَف الاستفهام والجحد في أول الكلام.
قال الزجاج: والعرب تدخلها مع الجحد تقول: ما ظننت أن زيدًا بقائم.
و لا تقول: ظننت أن زيدًا بقائم.
وهو لدخول (ما) ودخول (إن) للتوكيد.
والتقدير: أليس الله بقادر. كقوله تعالى: {أَوليس الذي خَلَقَ السماوات والأرض بِقَادِرٍ} [ياس: 81].
وقرأ ابن مسعود والأعرج والجحدرِيّ وابن أبي إسحاق ويعقوب {يَقدر} واختاره أبو حاتم؛ لأن دخول الباء في خبر (إن) قبيح.
واختار أبو عبيد قراءة العامة؛ لأنها في قراءة عبد الله {خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ قَادِرٌ} بغير باء.
والله أعلم.
قوله تعالى: {وَيَوْمَ يُعْرَضُ الذين كَفَرُواْ على النار}.
أي ذكّرهم يوم يعرضون فيقال لهم: {أَلَيْسَ هذا بالحق قالواْ بلى وَرَبِّنَا} فيقول لهم المقرّر: {فَذُوقُواْ العذاب بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ} أي بكفركم.
قوله تعالى: {فاصبر كَمَا صَبَرَ أُولواْ العزم مِنَ الرسل}.